يتخوف الكثير من الأهالي من أن يعطوا أطفالهم أقلامًا ليكتبوا بها وهم لم يدخلوا المدرسة بعد، ويشعرون أن هذا صعب جدا عليهم، وأنه يمكن أن يتسبب في نفورهم من التعليم والكتابة إن طلبوا منهم أن يمسكوا القلم ويحاولوا الكتابة في مرحلة مبكرة جدا.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يتخوف بعض الأهالي من أن يمسك أطفالهم القلم بشكل عشوائي، ويتأذوا بسببه بدرجات متفاوتة في الخطورة، لذلك يفضلون ألا يعطوهم أي أقلام حتى يدخلوا المدرسة.
ومن جهة ثالثة، يخشى الأهالي من أن يستخدم الأطفال هذه الأقلام في “الخربشة” على الأثاث والجدران في البيت، وهو سلوك غير محبذ إطلاقًا. لذلك لا يعطونهم الأقلام أيضا.
وقد كانت التوجهات العامة في عدد من وزارات التربية والتعليم في الخليج توصي بعدم إعطاء أي طفل قلمًا في مرحلة رياض الأطفال، لكن هذا التوجه تغير –في دولة الإمارات مثلا- منذ عدة أعوام، وأيضا أصبحت مرحلة رياض الأطفال إجبارية، وبالتالي فقد أصبح الآن كل طفل يمسك قلمًا ويحاول الكتابة في مرحلة ما قبل المدرسة.
هذا من جهة الوالدين، ومن جهة الوزارة، لكن ماذا عن الطفل نفسه، وما موقفه من كل هذا؟
لو جربنا وأعطينا طفلا قلمًا، فأول ما سيفعله هو البحث عن ورقة أو سطح أملس ليكتب عليه، طبعًا سيخربش، لكنه سيكون واثقا تماما من نفسه، وسيتصرف وكأنه يقوم بما يجب عليه أن يقوم به. لن يشعرك الطفل أبدا بأنك أعطيته شيئا غريبًا، أو أنك تطلب منه فعل شيء لا يعرفه، بل ربما يكون في انتظار هذه الفرصة من قبل، بما يدل على أنه في الواقع لا يوجد أي رفض من جهة الطفل للقلم، ولكن نحن من نضع هذا في أذهانهم، ونخوفهم من استعمال القلم، وأحيانًا نهددهم إن قاموا بذلك دون علمنا (خصوصا في حالة الأمهات المتخوفات من قيام أطفالهن بتأذية أنفسهم أو بالخربشة على جدران البيت).
لنترك الأطفال يوجدون علاقتهم بالقلم دون عوائق أو حواجز..